ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻌﻴﺪ ﻟﻴﻬﻨﺌﻮﺍ ﺍﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ
ﺍﻷﻣﻮﻱ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ
ﻓﻠﻤﺎ ﺍﻧﺼﺮﻑ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﺩﺧﻞ ﺍﻟﻐﻠﻤﺎﻥ ، ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ
ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻭﻫﻮ ﻳﻠﺒﺲ ﺛﻴﺎﺑﺎً ﺭﺛﺔ ( ﻗﺪﻳﻤﺔ ) ، ﻭﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺮﻋﻴﺔ ﻳﻠﺒﺴﻮﻥ
ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﻩ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ..
ﻓﺒﻜﻰ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ..
ﻓﺘﻘﺪﻡ ﺇﻟﻴﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺑﻦ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻙ ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ :
ﻳﺎ ﺃﺑﺘﺎﻩ ! ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻃﺄﻃﺄ ﺑﺮﺃﺳﻚ ﻭﺃﺑﻜﺎﻙ؟
ﻗﺎﻝ : ﻻﺷﻲﺀ ﻳﺎﺑﻨﻲ ﺳﻮﻯ ﺃﻧﻲ ﺧﺸﻴﺖ ﺃﻥ ﻳﻨﻜﺴﺮ ﻗﻠﺒﻚ ﻭﺃﻧﺖ ﺑﻴﻦ
ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺮﻋﻴﺔ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﺍﻟﺒﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻭﻫﻢ ﻳﻠﺒﺴﻮﻥ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ
..
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻐﻼﻡ ﻷﺑﻴﻪ : ﻳﺎ ﺃﺑﺘﺎﻩ !
ﺍﻧﻤﺎ ﻳﻨﻜﺴﺮ ﻗﻠﺐ ﻣﻦ ﻋﺮﻑ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻌﺼﺎﻩ ، ﻭﻋﻖ ﺃﻣﻪ ﻭﺃﺑﺎﻩ ،
ﺃﻣﺎ ﺃﻧﺎ ﻓﻼ ﻭﺍﻟﻠﻪ
ﺇﻧﻤﺎ ﺍﻟﻌﻴﺪ ﻟﻤﻦ ﺃﻃﺎﻉ ﺍﻟﻠﻪ .
ﺣﻘﺎً .. ﺇﻧﻤﺎ ﺍﻟﻌﻴﺪ ﻟﻤﻦ ﺃﻃﺎﻉ ﺍﻟﻠﻪ .
ﻓﻜﻞ ﻳﻮﻡ ﻳﻤﺮ ﻋﻠﻴﻚ ﻭﻛﻞ ﺳﺎﻋﺔ ﺗﻤﺮ ﻋﻠﻴﻚ ﻭﺃﻧﺖ ﻓﻲ ﻃﺎﻋﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺄﻧﺖ
ﻓﻲ ﻋﻴﺪ .. ﻭﻓﻲ ﻓﺮﺣﺔ ﻏﺎﻣﺮﺓ .
ﻭﻟﺬﺍ ﻗﺎﻝ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ :
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺇﻧﻨﺎ ﻓﻲ ﺳﻌﺎﺩﺓ ﻟﻮ ﻋﻠﻢ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ ﻟﺠﺎﻟﺪﻭﻧﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﺴﻴﻮﻑ !
ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻻ ﻳﻌﺼﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻪ ﻓﻬﻮ ﻋﻴﺪ، ﻭﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻳﻘﻄﻌﻪ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻓﻲ
ﻃﺎﻋﺔ ﻣﻮﻻﻩ ﻭﺫﻛﺮﻩ ﻭﺷﻜﺮﻩ ﻓﻬﻮ ﻟﻪ ﻋﻴﺪ .
ﻓﻠﻴﺲ ﺍﻟﻌﻴﺪ ﻟﻤﻦ ﻟﺒﺲ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ،
ﺇﻧﻤﺎ ﺍﻟﻌﻴﺪ ﻟﻤﻦ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ،
ﻭﺃﻃﺎﻉ ﺍﻟﻤﺠﻴﺪ ﻭﻧﺠﺎ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻮﻋﻴﺪ .