الفاتح سات المدير العام
عدد المساهمات : 358 تاريخ التسجيل : 20/06/2011 العمر : 43
| موضوع: أعترفات مقصوف الرقبة ! الأربعاء سبتمبر 14, 2011 12:51 am | |
| ( .. من روح الصحراء إلي روح الليل .. أبداً تستيقظ عيناي المتعبتان على نجمة فضية ... ) - رامبو - الخرطوم .. الجريدة ، وكيف تعمقت في الذاكرة : .. لحظات من الذاكرة ذات التماع مثل وهج الجمر ، لها وقع ومساحات وامداء . لا يستطيع المرء ان يسقطها من الحساب ، وغيرها أعوام قد تموت كاملة فتضيع من العمر وكأنها استلبت قسراً ، وعندما تبحث عنها تحس بمرارة الندم فتدرك أنها تجاوزت مرحلة الأنطفاء . سنوات مثل كثبان الرمل .. فهناك كثيب يثبت ويكبر ، يتصلب ويقاوم ، وكثيب تأتي به الريح فجأة ، يلد في المكان ثم يشب ويصل حد النضج فاذا تغير مزاج الأجواء تعود الريح لتذروه ، فيشيخ ويموت حتى القاع . هكذا كان يحدتنا استاذ جامعي وهو يقلب أوراق محاضرته زمن الثمانينات ، ويعيد على مسامعنا ( ان السنوات بتنوع نسيجها تشبه كثبان الرمل في الصحاري العربية فلنتيقن من ذلك بعرضها على سلم الذاكرة ) . أما ما هي مناسبة ما أشرنا إليه فهو الذاكرة حين أختزنت وشم جريدة ( الخرطوم )، الذاكرة حومت حولنا ، وطوفت أيام زمان عندما كانت تحمل معها وجه السودان قبل نيف وعشرين ونحن في طرف قصى من العالم في ألمانيا الغربية . كانت ( الخرطوم ) مثل راية متوهجة تصلنا في فرانكفورت وهامبورغ وميونيخ وبرلين .. تحمل إلينا أخبار مطارح الشوق ، وقصص الأهل ونبضهم ، وهموم الوطن وملامح الدنيا . هناك كنا نتبادل النسخ قديمها وحديثها ، نلتقطها كأنها لؤلؤة ثمينة ، واحياناً يصل بنا العشق درجة الهيام فنلصق المشاهد والصفحات على الحوائط والجدران حيث نسكن ، نترقب صفحاتها ، نرصدها ونحن نتجه بابصارنا ناحية الجنوب ، وكم كنا نفاخر زملاءنا العرب بمنهجيتها وهيبتها القومية والوطنية في طرح القضايا ، وتحليل ما يتم بحثه بوعي وكفاية ومتابع الخبر بعيداً عن احادية الفكر أو المغالطة والتجني ، سماتها النزاهة والموضوعية واستقطاب الأقلام المسؤولة ومواجهة الطرح أو الرد عليه بالحجة . واحد وعشرون عاماً خطوناها مع ( الخرطوم ) وهي تسير بخطوات حثيثة متنامية ، وبهمة الرائد المدرك ضمن مظلة الانتماء والتحضر ، وكياسة المدير المسؤول وفطنته ، وتعاون وفاعلية من حوله . ويستدير الزمن ويزداد التماع ( الخرطوم ) الغراء في كافة المجالات وباتزان ودراية الشاعر المطبوع والرقيق فضل الله محمد ، ونحن معها على الطريق ، تأخذ بأيدينا وبأيدي من عنده شيء من ابداع أو همة واعدة ، وقد أكون واحداً من الشهود في ساحة ( الخرطوم ) ممن يسجل ل ( الخرطوم ) حنوها إذ تناولت نتاجي الروائي والقصصي بتذكير ، واشارة - مما كان له الأثر الجميل في نفسي ، كما أن هذه الصحيفة الكريمة واكبت ابداعات زملاء اخرين فلم تغفل موقفاً ونجاحاً على مستوى ابعاد الوطن المتسعة وفي مجالات القصة أو الرواية والقصيدة ، وبحرص تحمد عليه . وتبقى كلمة التحية والشوق لأخوتنا في جريدة ( الخرطوم ) الغراء ، ثم الدعاء لها بان تظل متابعة للسرى ، فتظل بوشمها العزيز على مواقع الوطن ، وتحمل هم أمة صاحبة رسالة نبيلة خيرة . ل ( الخرطوم ) ، ممثلة بعميدها الكريم الدكتور / الباقر احمد عبدالله وصحبه الأعزاء الطيبين أسرة ( الخرطوم ) كل تحية وتقدير . العمر : آخر الليل وحيداً أتنزه مع أفكاري ، تتهادى ذكريات ملونة ، تزدحم ، تتلاشى صورة صورة في موج خيالي . لتشرق مشاهد جديدة ، تجلد نومي بسوط القلق ، حتى ينبلج الصباح . أحاول مسح الفصول المؤلمة بممحاة الصبر والإيمان دون جدوى . سواد يأس يضللني بوحشته ، أتعوذ من الشيطان .. وأسلم أمري للرحمان ، لأقر وأعترف أن عجلة العمر وهم وسراب ، خريف شاحب ، تنطفيء وريقاته بسرعة رفة هدب في منفضة الموت . الخروج من الشرنقة : .. في البدء حملق في المرآة كثيراً ، حلق ذقنه ، غسل وجهه بالماء البارد ، مشّط شعره ، أصلح هندامه ، وخرج يبحث عن إمرأة تعشقه . طال بحثه عنها في الطرقات والمقاهي ، وعندما فشل في العثور عليها ، عاد إلي بيته فوجد إمرأة تنام في فراشه وجوارها آلاف الأطفال تَمعَّنَ في ملامح المرأة ، نظر إلي الأطفال وتساءل : متى أنجبت كل هؤلاء الأطفال ؟ إليك ... بالتأكيد : .. صعبٌ عليَّ أن أتصور عالماً لست فيه إمرأة من لحم ودم ، وصعبٌ عليَّ أن أتصور الأمواج بلا بحر والأشرعة بلا سفن ، صعبٌ أن أتصور كتابة لا تكتبك ، وقصيدة لا تشكلين إيقاعها ، أو لوحة لا تلونين خطوطها . ولكن الأصعب من كل هذا أن افتقدك فجأة وأنت أمام نظري ، يجمعنا عالم واحد وسر مشترك . حياة : قلبي وردة محنطة بين طيات كتاب كلما امتدت يد لتفتحه عادت إليها الحياة . للتأمل : لا تستطيعُ قطراتُ السَمُ َّ قَتْلَ مخلوقات البحر ، وكذلك لا تستطيعُ الكلماتُ المسمومةُ قَتْلَ ثروة المواهب لدى الإنسان العظيم . | |
|