الإدارة وتغييب المعايير

الإدارة وتغييب المعايير
الكاتب الدكتور : عمار محمد صالح
نقول بداية .. فتش عن الإدارة وليس عن المرأة كما نسمع عادة .. فامرأة إمورها بخير والشك كل الشك يدور حول إمور الإدارة في بلدنا التي لا تسر صديقاً ولا تغيظ عذولاً كما يقال ..؟ ولن نتحدث عن جميع مشكلات الإدارة .. وعن تموضعها في عملية الإصلاح الإداري الذي يأتي ولا يأتي بإنتظار الهجوم الشامل علي بؤر الفساد ومستنقاتة .. سنكتفي عبر زاوية اليوم بتسليط الإضاءة علي جانب مهم من جوانب المعاهد العليا للإدارة في بلدنا .

علي الرغم من تأخرنا في إحداث هذه المعاهد زمنياً يبقي الباب مفتوحاً علي مصراعيه لتعويض وإستدراك ما فاتنا وذلك بجعل هذه المعاهد أداة حقيقية لتكوين علمي ونوعي وتدريب مستمر ومتميز.. وقادر علي خلق الكوادر والقيادات التي ننتظر قدومها لأخذ موقعها في إدارة البزنس في مختلف الأماكن والقطاعات الإنتاجية منها والخدمية الحكومية منها والخاصة , أما السؤال الذي يندفع الأن إلي المقدمة فهو :- ما الذي حققته المعاهد العليا للإدارة عندنا .. إن علي مسار تعليم الإدارة الحديثة .. أم علي مسار التنمية بعد أن قوي عود هذه المعاهد العليا للإدارة وقامت بتخريج الدفعات الأولي لكوادر طال إنتظارها ؟

بيد أن السؤال الذي يستتبع وهو الأهم .. هل تكونت لدينا حتى الأن إدارة موارد بشرية .. سواء علي صعيد المفهوم أو الرؤية , أم علي صعيد المنسوب أو المكيال الذي يكيل الحاجة الحقيقية لهذه الموارد في سوق عمل مختلف ومغاير لما كان عليه في السابق ؟ فإدارة الموارد البشرية يا سادة تفترض تحليل وتوصيف الوظائف ( المعطلة علي المستوي الحكومي منذ بداية سبعينيات القرن الماضي ) وتخطيط وجذب وإستقطاب وتعيين القوي العاملة وتحفيزها وتدريبها وتصميم هياكل مختلفة لإجورها وتعويضاتها والمزايا والخدمات الإجتماعية التي تحتاجها وإلي معايير عصرية في تقويم أدائها وترفيعها للمناصب .. هل بالإمكان أن نقول بأننا قد وضعنا علي الأقل قدماً راسخة علي طريق إدارة الموارد البشرية وعلي غرار ما هو موجود في الدول المتقدمة ؟ بتعبير آخر هل بتنا قريبين من التخلي عن إدارة الموارد البشرية بالواسطة والمحسوبية وألعاب الكاش كاش ؟
ووضع حد للمحسوبيات والعلاقات الشخصية التي تتدخل فتعمل من أشخاص وربما بالصدفة أحياناً ( محترفين ) وهذا يفقد العملية براءتها وقدسيتها .

لا بد من وجود خطوات جادة لكي نحاول الخروج بها من المشكلات التي تعيق تطوره .. نحتاج إلي قطع أشواط هامة من تحديد الدور المطلوب إلي تحديث الإدارة إلي الإبتعاد عن المجاملات وإلي أن نجدد أدواتنا بإستمرار لكي نتمكن من مواكبة العصر حيث نعيش جديداً في كل لحظة .. الأمر الذي لا يجدي معه الثبات وهذا غيد من فيض .