ﻻ ﺗﻔﻘﺪ ﺍﻷﻣﻞ ♡
ﻓﻲ ﺧﻠﻒ ﺟﺒﺎﻝ ﺍﻟﻬﻤﺎﻻﻳﺎ ﻛﺎﻧﺖ
ﺗﺨﺘﺒﺊ ﻭﻻﻳﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ ، ﻭﻛﺎﻥ
ﻳﺤﻜﻤﻬﺎ ﺭﺟﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﺫﻭ ﺧﺒﺮﺓ
ﻭﻭﻗﺎﺭ ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﺮﺽ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ
ﺃﻧﻬﻜﻪ ﻭﺃﺣﺲ ﺑﻘﺮﺏ ﻧﻬﺎﻳﺘﻪ ، ﻭﻗﺪ
ﻛﺎﻥ ﻟﻠﺤﺎﻛﻢ ﻭﻟﺪ ﻭﺣﻴﺪ ﺷﺎﺏ ﻓﻲ
ﺳﻦ ﺍﻟﻄﻴﺶ ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﺔ ،،،
ﻭﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺃﺑﻨﻪ
ﺑﺎﻟﺤﻀﻮﺭ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ : ﻳﺎ ﺑﻨﻲ ﺇﻧﻲ
ﺃﺣﺲ ﺑﻘﺮﺏ ﻧﻬﺎﻳﺘﻲ ﻭﺳﺄﻭﺻﻴﻚ
ﺑﻮﺻﻴﺔ ﻭﻫﻲ ﺇﻥ ﺿﺎﻗﺖ ﺑﻚ
ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻳﻮﻣﺎً ﻣﺎ ﻭﻛﺮﻫﺖ ﺍﻟﻌﻴﺶ ،
ﻓﺄﺫﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﻈﻠﻤﺔ
ﺧﻠﻒ ﺍﻟﻘﺼﺮ ، ﻭﺳﺘﺠﺪ ﺑﻬﺎ ﺣﺒﻼً
ﻣﺮﺑﻮﻃﺎً ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻘﻒ ، ﺃﺷﻨﻖ
ﻧﻔﺴﻚ ﻓﻴﻪ ﻟﺘﺮﺗﺎﺡ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ،،،
ﻭﺑﻌﺪ ﻣﺪﻩ ﻗﺼﺮﻩ ﺃﺷﺘﺪّ ﺍﻟﻤﺮﺽ
ﺑﺎﻟﺤﺎﻛﻢ ﻭﻣﺎﺕ ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻮﺍﺭﺙ
ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻟﻠﺜﺮﻭﺓ ﻓﻘﺪ ﺃﺧﺬ ﻳﺒﻌﺜﺮﻫﺎ
ﻭﻳﺴﺮﻑ ﻭﻳﺒﺪﺩ ﻋﻠﻰ ﻣﻠﺬﺍﺕ
ﺍﻟﻌﻴﺶ ﻭﻋﻠﻰ ﺭﻓﻘﺘﻪ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ،
ﺍﻟﻠﺘﻲ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺣﺬﺭﻩ ﺃﺑﻮﻩ ﻣﻨﻬﺎ ،،،
ﻭﺑﻌﺪ ﺑﺮﻫﺔ ﻭﺟﺪ ﺍﻷﺑﻦ ﻧﻔﺴﻪ
ﻭﻗﺪ ﻧﻔﺬﺕ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ﺍﻟﻬﺎﺋﻠﺔ
ﻭﺗﻐﻴﺮ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻭﺗﺮﻛﻪ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ
ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺼﺎﺣﺒﻮﻧﻪ ﻷﺟﻞ
ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻓﻘﻂ ﺣﺘﻰ ﺃﻗﺮﺑﻬﻢ ﻣﻦ
ﻗﻠﺒﻪ ﺳﺨﺮ ﻣﻨﻪ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ : ﻟﻦ
ﺃﻗﺮﺿﻚ ﺷﻲﺀ ، ﺃﻧﺖ ﻣﻦ ﺃﻧﻔﻖ
ﺛﺮﻭﺗﻪ ﻭﻟﻴﺲ ﺃﻧﺎ ،،،
ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻣﻼﺫﺍً ﻭﻣﺎ ﻋﺎﺩ
ﺍﻟﻌﻴﺶ ﻳﻄﻴﺐ ﻟﻪ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻌﺰ ﻓﻬﻮ
ﻣﺪﻟﻞ ﻣﺘﻌﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﻑ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ
ﻭﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﺘﺄﻗﻠﻢ ﻣﻊ
ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ، ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻪ ﺇﻻ
ﺃﻥ ﺗﺬﻛﺮ ﻭﺻﻴﺔ ﺃﺑﻴﻪ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻭﻗﺎﻝ
: ﺁﺁﺁﻩ ﻳﺎ ﺃﺑﺘﺎﻩ ﺳﺄﺫﻫﺐ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺓ ﻭﺃﺷﻨﻖ ﻧﻔﺴﻲ ﻛﻤﺎ
ﺃﻭﺻﻴﺘﻨﻲ ،،،
ﻭﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺨﻴﻔﺔ
ﻭﺍﻟﻤﻈﻠﻤﺔ ﻭﻭﺟﺪ ﺍﻟﺤﺒﻞ ﻣﺘﺪﻟﻴﺎً
ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻪ ﺇﻻ ﺃﻥ
ﺳﺎﻟﺖ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻪ ﺩﻣﻌﺔ ﺃﺧﻴﺮﺓ
ﻭﻟﻒ ﺍﻟﺤﺒﻞ ﻋﻠﻰ ﺭﻗﺒﺘﻪ ﺛﻢ ﺩﻓﻊ
ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ ،،،
ﻓﻬـــﻞ ﻣﺎﺕ؟...
ﻫــــﻞ ﺇﻧﻘﻀﻰ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ؟...
ﻫــــﻞ ﻫﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻴﺎﺋﺴﺔ ﺃﻡ
ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻣﺨﺘﻠﻒ؟...
ﻧﻌﻢ ، ﻓﻤﺎ ﺃﻥ ﺗﺪﻟّﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺒﻞ
ﺣﺘﻰ ﺇﻧﻬﺎﻟﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﻄﻊ ﺍﻟﻨﻘﻮﺩ
ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻘﻒ ﻭﺭﻧﻴﻦ ﺍﻟﺬﻫﺐ
ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻗﻂ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻳﻀﺞ
ﺑﺎﻟﻤﻐﺎﺭﺓ ﻭﻗﺪ ﺳﻘﻂ ﻫﻮ ﺇﻟﻰ
ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺳﻘﻄﺖ ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ ﻭﺭﻗﻪ
ﻛﺘﺒﻬﺎ ﻟﻪ ﺃﺑﻮﻩ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻴﻬﺎ :
ﻳﺎ ﺑﻨﻲ ﻗﺪ ﻋﻠﻤﺖ ﺍﻵﻥ ﻛﻢ ﻫﻲ
ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﻷﻣﻞ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻨﻔﺾ
ﺍﻟﻐﺒﺎﺭ ﻋﻦ ﻋﻴﻨﻴﻚ ﻭﺗﺪﻉ ﺭﻓﻘﺎﺀ
ﺍﻟﺴﻮﺀ ، ﻭﻫﺬﻩ ﻧﺼﻒ ﺛﺮﻭﺗﻲ
ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﺧﺒﺄﺗﻬﺎ ﻟﻚ ﻓﻌﺪ ﺇﻟﻰ
ﺭﺷﺪﻙ ﻭﺃﺗﺮﻙ ﺍﻹﺳﺮﺍﻑ ﻭﺃﺗﺮﻙ
ﺭﻓﻘﺎﺀ ﺍﻟﺴﻮﺀ ،،،