ﻫﺎﻫﻮ ﻳﺮﻗﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ ﺍﻷﺑﻴﺾ ، ﻣﻐّﻠﻔﺎً ﺑﺎﻟﺸﺎﺵ
ﻭﻗﺪﻣﺎﻩ
ﺑﺎﻟﺠﺒﺲ ، ﻻﻳﻘﻮﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﻠﻮﺱ ، ﻳﺌﻦّ
ﻭﻳﺘﺄﻟّﻢ
ﻭﺃﻭﺟﺎﻋﻪ ﺃﻭﺟﺎﻉ ﺃﻳﻮﺏ .. ( ﻭﻟﻜﻦّ ﺃﻳﻮﺏ ﺇﻥ ﺻﺎﺡ
ﺻﺎﺡ .. ﻟﻚ
ﺍﻟﺤﻤﺪ ﺇﻥّ ﺍﻟﺮﺯﺍﻳﺎ ﻧﺪﻯ .. ﻭﺇﻥّ ﺍﻟﺠﺮﺍﺡ ﻫﺪﺍﻳﺎ
ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ .. )
ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﺮﺍﻓﻘﻴﻦ ﻟﻤﺮﻳﺾ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ ﻛﺎﻥ
ﻳﻼﺣﻆ
ﺷﻴﺌﺎً ﻏﺮﻳﺒﺎً ﻣﻠﻔﺘﺎً ﻟﻠﻨﻈﺮ ،ﺇﺫ ﺃﻥّ ﻛﻞ ﺷﺨﺺ ﻳﺰﻭﺭﻩ
ﻳﻐﺮﻕ
ﻓﻲ ﺍﻟﻀﺤﻚ ﻭﺍﻟﻘﻬﻘﻬﺔ ، ﺫﻫﺐ ﺍﻟﻤﺮﺍﻓﻖ ﻫﺬﺍ ﻳﺘﻔﻘﺪﻩ
ﻭﻗﺎﻝ
ﻟﻪ : ﺣﻤﺪﺍً ﻋﻠﻰ ﺳﻼﻣﺘﻚ ، ﺛﻢّ ﺍﺳﺘﻔﺴﺮ ﻋﻦ ﻓﺎﺻﻞ
ﺍﻟﻀﺤﻚ
ﺍﻟﻤﺪﻭّﻱ ﻛﻠّﻤﺎ ﺯﺍﺭﻩ ﺃﺣﺪ ، ﺭﺩّﻋﻠﻴﻪ : ﻭﻫﻞ ﺗﺤﺴﺪﻧﺎ ﻋﻠﻰ
ﺿﺤﻜﺎﺗﻨﺎ ؟ !
ﻓﺄﺟﺎﺑﻪ : ﻻ ﻭﺍﻟﻠﻪ .. ﻛﻞ ﻣﺎ ﺃﺭﻳﺪﻩ ﻣﻨﻚ ﻫﻮ ﺗﻔﺴﻴﺮ
ﺍﻷﻣﺮ
ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻔﻀﻮﻝ ﻟﻴﺲ ﺇﻻّ .. ﺑﺪﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﻘﺺّ
ﺍﻟﺤﻜﺎﻳﺔ : ﺃﻧﺎ
ﺃﺳﻜﻦ ﻓﻲ ﺷﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ،ﻭﻣﻌﺘﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻮﻡ
ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﻜﻮﻧﺔ ، ﺃﻓﺘﺢ ﺑﺎﺑﻬﺎ ، ﻭﺃﻃﻔﻰﺀ ﺍﻷﻧﻮﺍﺭ ، ﻭﺃﺗﻤﺪﺩ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ ، ﻭﻧﻮﻣﻲ ﻋﻤﻴﻖ ( ﺃﻧﺎﻡ ﻣﻞﺀ
ﺟﻔﻮﻧﻲ .. ) ﻛﻤﺎ
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻤﺘﻨﺒﻲ ، ﺣﻠﻤﺖ ﺃﻥّ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻗﻴﺎﻣﺔ ﻭﺣﺸﺮ ، ﺟﻤﻴﻊ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻒ ﻋﺎﻡ ﻟﻠﺒﺎﺻﺎﺕ ، ﺑﺎﺹ ﻳﺬﻫﺐ ﻟﻠﻨﺎﺭ
ﻭﺁﺧﺮ
ﻟﻠﺠﻨﺔ ، ﻳﻨﺎﺩﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺄﺳﻤﺎﺋﻬﻢ ، ﻳﺎﻓﻼﻥ ﺍﺑﻦ
ﻓﻼﻧﺔ ..ﺳﻤﻌﺖ ﺍﺳﻤﻲ ﺃﻥْ ﻫﻠﻢّ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨﻌﻴﻢ
ﺍﻟﻤﻘﻴﻢ ، ﻭﺩﻕّ ﻗﻠﺒﻲ ﺑﺸﺪّﺓ ، ﻭﺻﻌﺪﺕ ﺑﺎﺻﺎً ﻣﺨﺼﺼﺎً
ﻟﻠﺠﻨﺔ ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻟﻮﺣﺎﺕ 50 ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮﺍً ﺍﻟﺠﻨﺔ /
100 ﻛﻴﻠﻮ ﻣﺘﺮﺍً ﺍﻟﻨﺎﺭ .. ﺍﺟﺘﺎﺯَ ﺍﻟﺴﺎﺋﻖُ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖَ
ﺍﻟﻤﺆﺩﻱ
ﻟﻠﺠﻨﺔ ﻭﺗﺮﺩﺩﺕ ﻓﻲ ﺳﺆﺍﻟﻪ ، ﺣﺪّﺛﺖ ﻧﻔﺴﻲ : ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ
ﻫﻨﺎﻙ
ﻃﺮﻳﻖ ﺁﺧﺮ ﻳﻔﻀﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻨﺔ ..
ﺍﻟﺮّﻛﺎﺏ ﺻﺎﻣﺘﻮﻥ ﻻﻳﻨﺒﺴﻮﻥ ﺑﺒﻨﺖ ﺷﻔﺔ ﺇﻻ ﺃﻧﺎ ، ﻫﺪّﻧﻲ
ﺍﻟﻘﻠﻖ ﻭﺍﻟﺨﻮﻑ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻧﺤﺪﺭ ﺍﻟﺒﺎﺹ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ
ﺻﺨﺮﻱ ،
ﻭﺍﻟﺸﻤﺲ ﺃﻭﺷﻜﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﺮﻭﺏ ، ﺫﻫﺒﺖُ ﻟﻠﺴﺎﺋﻖ ،
ﻭﻃﺒﻄﺒﺖُ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮﻩ ، ﻭﺃﻧﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﻱ ،
ﻭﻗﻠﺖ
ﻟﻪ : ﺃﻧﺖ ﺇﻟﻰ ﺃﻳﻦ ﺫﺍﻫﺐ ؟ ﺃﺟﺎﺑﻨﻲ ﺩﻭﻥ ﺃﻥْ ﻳﻠﺘﻔﺖ
ﻟﻲ :
ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﻌﻲ ﻛﻠّﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﺭ ..ﻭﺳﺄﻗﻔﻞُ ﺭﺍﺟﻌﺎً
ﻷﺟﻠﺐَ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﺑﺮﻳﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﺭ .. ( ﺍﻟﻠّﻴﻞ ُﻳﻄﺒﻖ
ﻣﺮﺓً
ﺃﺧﺮﻯ ﻓﺘﺸﺮﺑُﻪُ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ .. ﻭﺍﻟﻌﺎﺑﺮﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘَﺮﺍﺭﺓ ﻣﺜﻞَ
ﺃُﻏﻨﻴﺔ ﺣﺰﻳﻨﺔ .. ) .. ﻗﻠﺖ ﻟﻪ ﺑﻨﺒﺮﺓ ﺣﺰﻳﻨﺔ
| ﻭﺃﻧﺎ
ﺃﺟﻬﺶ
ﺑﺎﻟﺒﻜﺎﺀ || ﺃﻧﺎ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻳﺎﻣﻠﻌﻮﻥ .. ﺃﻧﺰﻟﻨﻲ
ﺃﺭﺟﻮﻙ .. ﺃﻧﺰﻟﻨﻲ ﺃﻳّﻬﺎ ﺍﻟﻮﻏﺪ ...
ﻗﺎﻝ ﻟﻲ : ﺍﻟﺒﺎﺹ ﻫﺬﺍ ﻣُﺒَﺮْﻣَﺞٌ ، ﻻﻳﺘﻮﻗﻒ ﺇﻻّ ﻋﻨﺪ ﺑﺎﺏ
ﺍﻟﻨﺎﺭ .. ﺃﺳﺮﻋﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻷﻓﺘﺤﻪ ﺑﻘﻮﺓ ..
ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺻﻴﺢُ : ﺗﻮﻗّﻒْ ( stop / stop ) ، ﻭﻗﻔﺰﺕ
ﻣﻦ
ﺍﻟﺒﻠﻜﻮﻧﺔ ﻛﻤﻈﻠﻲّ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ، ﻭﺃُﻏﻤﻲ ﻋﻠﻲّ ،
ﻭﻣﺎ ﻋُﺪﺕ ﻟﻠﻮﻋﻲ ﺇﻻّ ﻭﺃﻧﺎ ﻫﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺮﻳﺮ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ
ﻓﻲ
ﺭﺩﻫﺔ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﻯﺀ، ﻭﻣﻼﺑﺴﻲ ﻣﻠﻄﺨﺔ ﺑﺎﻟﺪﻣﺎﺀ